قال سفيان بن عيينة : كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ،ومن أصلح ما بينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس،ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه)
إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعاً لآثار من مضى قبله......
Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit

السبت، 17 أغسطس 2013

ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث



بوب الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بقوله : ( باب من قال : ينبغي للرجل أن يُكرِه ولده على سماع الحديث ) ثم ساق بأسانيده إلى عبد الله بن داود أنه قال : ( ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث ) . وكان يقول : ( ليس الدين بالكلام ، إنّما الدين بالآثار ) . (1) .



وقال الخطيب أيضا : ( من تألف ولده على سماع الحديث ) ثم ساق إسناده إلى النظر بن الحارث قال : ( سمعت ابراهيم بن الأدهم يقول : قال لي أبي : يابني ، اطلب الحديث ، فكلما سمعت حديثا وحفظته فلك درهم ، فطلبت الحديث على هذا ) (2) .

ومر رجل بالأعمش وهو يحدث فقال له : ( تحدث هؤلاء الصبيان ؟ فقال الأعمش : هؤلاء الصبيان يحفظون عليك دينك ) (3) .

وكانوا يفرحون بسماع أبنائهم للعلم من العلماء والقرب منهم : فقد جاء في ترجمة عبد الله بن سليمان بن الأشعث (4) : أن أول شيخ سمع منه هو محمد بن أسلم وسر أبوه بذلك ، لجلالة محمد بن أسلم ( 5 ) .

وفي السنن الإمام ابن ماجه بعد أن ساق حديثا طويلا في أخبار الدجال ، قال الإمام ابن ماجه : ( سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول : سمعت عبد الرحمان المحاربي يقول : ينبغي أن يُدفع هذا الحديث الى المؤدب ، حتى يعلمه الصبيان في الكتاب ) (6).

ومن الطرائف في هذا : ما جاء في ترجمة عبد الله بن سليمان بن الأشعث أيضا : أن أحمد بن صالح ـ أحد الأئمة ـ كان يمنع المرد من حضور مجلسه فأحب أبو داود أن يسمع ابنه منه ، فشدّ على وجهه لحية وحضر! فعرف الشيخ فقال : أمثلي يُعمل معه هذا ؟ فقال أبو داود : لا يُنكر عليّ سوى جمع ابني مع الكبار فإن لم يقاومهم في المعرفة فحرمه السماع . (7) .


قال الشاعر :
ينشـا الصـغير على ما كــان والده
إن الأصــول عليـها يـنبث الــشجر (8)

المراجع :
( 1 ) . شرف أصحاب الحديث ص 65
( 2 ) . شرف أصحاب الحديث ص 66
( 3 ) . شرف أصحاب الحديث ص 64
( 4 ) . سليمان بن الأشعث هو: الإمام أبو داود ، صاحب السنن.
( 5 ) . سير أعلام النبلاء 222/13
( 6 ) . سنن بن ماجه 1363/2
( 7 ) . سير أعلام النبلاء 226/13 ـ 227 .
( 8 ) . أدب الدنيا والدين ص 334 .
منقول من كتاب معالم في طريق طلب العلم . عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان . ص 134 ـ 135 ـ 136 ـ 137.



ليست هناك تعليقات: