"بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
أمَّا بعد: فإنِّي أحمدُ إليك الله الذي لاَ إله إلاَّ هو. أمَّا بعدُ: فإنِّي أوصِيكُم بتقوَى الله، والاقتِصَادِ في أمره، واتباع سُنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم، وترك ما أحدثَ المحدِثُون، مما قد جرت سُنَّته، وكفوا مؤنته.
فعليكم بِلزومِ السُّنَّة، فإنَّ السُّنَّة إنَّما سنَّها من قد عَرِفَ ما في خلافها مِن الخطأ والزَّللِ، والحُمقِ والتعمُّقِ. فارض لنفسك بما رَضِىَ به القوم لأنفسهم؛ فإنَّهم عن علمٍ وقفُوا، وبِبَصرٍ نافذٍ كفُّوا، ولَهُم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أوْلى.
فلئن قُلتم: أمرٌ حدث بعدهم؛ ما أحدثَه بعدهم إلاَّ مَن اتَّبع غير سُنَّتِهِم، ورغِبَ بنفسِهِ عنهم، إنَّهم لَهُمُ السَّابقون؛ فقدْ تكلَّموا فيه بما يكفِي، ووصفُوا مِنه ما يَشفِي، فما دُونهم مقصِّر، ومَا فوقَهم مُحسِر، لقد قصُرَ عنهم آخرون فَضلُّوا؛ وإنَّهم بين ذلك لعلَى هدًى مُستقِيمٍ."
المصدر: كتاب الشَّريعة للآجري -رحمه الله- [الجزء: 1 - الصفحة: 222] بترقيم الشاملة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق