نقلا عن رسالة التعصب الذميم للشيخ ربيع المدخلى
فأقول : إن الله بعث محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهدى ودين الحقّ ليُظهره على الدين كلِّه ولو كره الكافرون.
وإنَّ أسعدَ الناس بهديه واتباعه وحبِّه وموالاته ونصرة ما جاء به من الحق: هم صحابته الكرام، ومن اتبعهم بإحسان من القرون المفضلة، ومَن سلك سبيلَهم، وترسّم خطاهم إلى يوم الدين.
ثم إن مَن يدرس أحوال السابقين واللاحقين من الفِرق المنتسبة إلى أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويدرُس مناهجَهم وعقائدهم وأفكارَهم بإنصاف وفهم وتجرُّد يجد أنّ أهلَ الحديث هم أشدُّ الناس اتباعاً وطاعةً وتعلُّقـًا وارتباطـًا بما جاءهم به نبيُّهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتابـًا وسنّة، في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم، ودعوتهم، واستدلالهم، واحتجاجهم؛ وهم على غاية من الثقة والطمأنينة بأن هذا هو المنهج الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه الطريقُ السليم، والصراطُ المستقيم؛ وما عدا ذلك من المناهج والسبل فأمرٌ لم يشرعه الله ولم يرضَ به، ولا يؤدِّي إلاّ إلى الهلاك والعطب.
فمن هم أهل الحديث إذًا؟
هم من نَهَج نَهْج الصحابة والتابعين لهم بإحسان في التمسُّك بالكتاب والسنة، والعض عليهما بالنواجذ، وتقديمهما على كلِّ قول وهدى، سواء في العقائد،
أو العبادات، أو المعاملات، أو الأخلاق، أو السياسة والاجتماع.
فهم ثابتون في أصول الدين وفروعه على ما أنزله الله وأوحاه على عبده ورسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
وهم القائمون بالدعوة إلى ذلك بكل جد وصدق وعزم، وهم الذين يحملون العلم النبوي، وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
فهم الذين وقفوا بالمرصاد لكل الفرق التي حادت عن المنهج الإسلامي، كالجهمية، والمعتزلة، والخوارج، والروافض، والمرجئة، والقدريّة، وكلّ من شذّ عن منهج الله واتبع هواه في كلِّ زمان ومكان، لا تأخذهم في الله لومة لائم.
هم الطائفة التي مدحها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزكاها بقوله: ((لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا مَن خالفهم حتى تقوم الساعة)).
هم الفرقة الناجية الثابتة على ما كان عليه رسولُ الله وأصحابه، الذين ميّزهم رسول الله وحدّدهم عندما ذكر أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة، فقيل: مَن هم يا رسول الله؟، قال: ((مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي)).
لا نقول ذلك مبالغةً ولا دعاوى مجرَّدة، وإنما نقولُ الواقع الذي تشهد له نصوصُ القرآن والسنة، ويشهد له التاريخ، وتشهد به أقوالهم، وأحوالهم، ومؤلفاتهم.
هم الذين وضعوا نصب أعينهم قول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعـًا ولا تفرّقوا } [آل عمران: 103]، وقوله: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم } [النور: 63]؛ فكانوا أشدَّ بُعدًا عن مخالفة أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبعدهم عن الفتن.
وهم الذين جعلوا دستورهم: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجـًا مما قضيت ويسلموا تسليمـًا } [النساء: 65] ؛ فقدّروا نصوص القرآن والسنة حق قدرها، وعظّموها حق تعظيمها؛ فقدّموها على أقوال الناس جميعـًا، وقدموا هديها على هدي الناس جميعـًا، واحتكموا إليها في كل شيء عن رضى كامل، وصدور منشرحة، بلا ضيق ولا حرج، وسلموا لله ولرسوله التسليم الكامل في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم.
هم الذين يصدقُ فيهم قول الله: { إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } [النور: 51].
هم بعد صحابة رسول الله جميعـًا ـ وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون ـ سادة التابعين، وعلى رأسهم: سعيد بن المسيب (ت بعد 90ه( وعروة بن الزبير
(ت 94ه( وعلي بن الحسين زين العابدين (ت 93ه)، ومحمد بن الحنفية (ت بعد 80ه( وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (ت 94 أو بعدها)،
و سالم بن عبد الله بن عمر (ت 106ه( والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ت 106ه( والحسن البصري (ت 110ه( ومحمد بن سيرين (ت 110ه(وعمر ابن عبد العزيز (ت 101ه( ومحمد بن شهاب الزهري (ت 125ه(.
ثم أتباع التابعين، وعلى رأسهم: مالك (ت 179ه(والأوزاعي (ت 157ه(وسفيان بن سعيد الثوري (ت 161ه( وسفيان بن عيينة (ت 198ه( وإسماعيل بن علية (ت 193ه( والليث بن سعد (ت 175ه(.
ثم أتباع هؤلاء، وعلى رأسهم: عبد الله بن المبارك (ت 181ه(ووكيع بن الجرّاح (ت 197ه( والإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204ه( وعبد الرحمن ابن مهدي (ت 198ه( ويحيى بن سعيد القطّان (ت 198ه( وعفّان بن مسلم (ت 219ه(.
ثم تلاميذ هؤلاء الذين سلكوا منهجهم، وعلى رأسهم: الإمام أحمد بن حنبل (ت 241ه( ويحيى بن معين (ت 233ه( وعلي بن المديني (ت 234ه(.
ثم تلاميذهم كالبخاري (ت 256ه(، ومسلم (ت261ه( وأبي حاتم (ت 277ه( وأبي زُرعة (ت 264ه( وأبي داود (ت 275ه( والترمذي
(ت 279ه( والنسائي (303هـ).
ثم مَن جرى مجراهم في الأجيال بعدهم، كابن جرير (ت 310ه ( ، وابن خزيمة (ت 311هـ) والدارقطني (ت 385ه ( في زمنه، والخطيب البغدادي (ت 463ه( ، وابن عبد البر النمري (ت 463ه( ، وعبد الغني المقدسي (ت600هـ)، وابن قدامة (ت 620ه( ، وابن الصلاح (ت 643ه(، وابن تيمية (ت 728ه( ، والمزّي (ت 743ه( ، والذهبي (ت 748ه( ، وابن كثير (ت 774ه( ، وأقران هؤلاء في عصورهم ومَن تلاهم واقتفى أثرهم في التمسُّك بالكتاب والسنة إلى يومنا هذا.
ولهم مؤلفات في نصرة العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة والتابعون.
وتتابعت تآليفهم في خدمة السنة والعقيدة إلى يومنا هذا .
فهم والحمد لله سادة الأمة وقادتها في الحديث والرجال والعقيدة والفقه وهم الذابون عن دين الله عقيدة وشريعة والقامعون لأهل الإلحاد وأهل البدع في كل زمان ومكان ، وقد أحصيت في كتابي جماعة واحدة لاجماعات لأهل الحديث والسنة في هذا العصر حوالي خمسين ومائة كتاب في الرد على الملاحدة وأهل البدع من الروافض وغيرهم من أهل الضلال وهذا غيض من فيض جهادهم في رفع راية الإسلام والسنة وإزهاق الأباطيل والضلالات التي انحرف أهلها عن جادة الإسلام وتنكبوا عن الصراط المستقيم ، كل هذا ناشيء عن إدراكهم لعظمة الحق الذي جاء به محمد وخطورة ما يخالفه من الكفر والشرك والبدع فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء وأرغم الله أنوف من يتنقصهم ويزدري بجهودهم .
وبعد هذه المقدمة الطيبة ننتقل الى ماقاله العلامة الربيع فى ذم التعصب الذميم والتحزب المقيت :
دعوة الإسلام إلى الأخوة بين المؤمنين
قال تعالى : )إنما المؤمنون إخوة ( ([33]) وقال عليه الصلاة والسلام : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ([34]). وقال عليه الصلاة والسلام : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) ([35]). إلى آخر الأحاديث التي جاءت تدفع المسلمين إلى التآخي ، وإلى التحاب وإلى التناصر على الحق وضد العدوان وضد الظلم والطغيان ، كما في الحديث : (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قال : هذا أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالما ؟ قال : تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه) ([36]).
فالناس يتصورون الظلم في السطو على الأموال فقط، أو الأعراض ، ولكن الظلم قد يكون للعقيدة ... قد يكون للقرآن ... قد يكون للسنة ... قد يكون للمسلمين ... إنسان يدعو إلى الحق ويدعو إلى الإصلاح ويدعو إلى الخير فيظلم فيجب نصره بالحق ، وسيأتي كلام العلماء في طريقة التناصر ، وعلى أي أساس تكون هذه المناصرة .
ولكن للأسف هذه التوجيهات العظيمة البناءة تغلب عليها التعصب الهدام، والتقليد الأعمى ، والأهواء البغيضة ، ولم يستفد من تلكم التوجيهات إلا القليل من الناس، المتمثل ذلك القليل في الطائفة الناجية التي امتدحها النبي عليه الصلاة والسلام ، وذكر أنها ستبقى إن شاء الله إلى قيام الساعة ، أبقاها الله وأيدها ونصرها ، ووفق جميع المسلمين إلى العودة إليها والالتفاف حولها .
لقد ظهرت العصبيات والمذهبيات في العقائد وفي العبادات وفي السياسة وفي غيرها ، فكيف كانت مواقف أئمة الإسلام من هذه العصبيات الجاهلية الظالمة التي مزقت المسلمين ، وضيعت الإسلام في الوقت نفسه ؟
والجواب : أن الصحابة رضي الله عنهم كعبد الله بن عمر تبرؤا من أهل العصبيات والأهواء كما روى ذلك الإمام مسلم حينما جاء خبر الذين اخترعوا فكرة نفي القدر فقال : "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى برى منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر" ([37]).
وحث النبي عليه الصلاة والسلام على قتل الخوارج ، وسماهم (شر الناس) ووصفهم بأنهم (أبغض الناس إلى الله) ، وبأنهم (شر من تحت أديم السماء) ، وقال : (اقتلوهم حيثما وجدتموهم) ، مع تشددهم في العبادة التي لا يلحقون فيها .. حتى إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يلحقون هؤلاء في صلاة ولا في صيام ولا في قراءة القرآن كما قال عليه الصلاة واسلم : (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) ([38]).
وقال أيضاً : (فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) ([39]). لأنهم كانوا مع عبادتهم يتمتعون بهوى جامع وتعصب مقيت ، أدى بهم إلى الطعن في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإلى رفض كثير من النصوص التى تعالج أمراضهم بعصبيتهم ولكنهم ما كانوا يرجعون ، يحملهم شدة التعصب لما هم عليه على أن لا يعودوا إلى الحق ، ولا يحترموا أهل الحق ، بل يستبيحون دماءهم وأموالهم قبل أن يستبيحوا دماء الكفار والمجوس وغيرهم .
وقد تكلم فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة رواها علي وأبو سعيد وجماعة من الصحابة تبلغ أربعة عشر حديثا ، بل الأحاديث فيهم متواترة ، في ذمهم ورميهم بأنهم أصحاب أهواء ، وإن تعبدوا وأمعنوا في العبادة وفاقوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، فإن هذه لا وزن لها إذا لم تقم على أساس سليم ومنهج سديد .
أما أهل الكلام المتعصبون لفلسفة اليونان الذين أولوا وحرفوا نصوص القرآن من أجل تلك العقائد الفاسدة وتعصبوا لها رغم تحذير أئمة الإسلام الأعلام وبيانهم لمفاسد هذه الأفكار وهذه العقائد التي جروها إلى الأمة الإسلامية أدخلوا الأمة الإسلامية في دوامة من الجدال والصراع المؤدي أحيانا الى القتال والى سفك الدماء ، فلقد ذمهم الأئمة أشد الذم كالإمام مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وسفيان بن عيينة والأوزاعي والثوري وابن المبارك والبخاري ومسلم وألفوا في ذلك مؤلفات كثيرة تبين فساد علم الكلام وأضراره الخطيرة وماذا يستحق أهله من الجزاء حتى لقد قال فيهم الإمام الشافعي : "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر ، ويقال : هذا جزاء من ترك كتاب الله وسنة رسول الله وأقبل على علم الكلام " أهـ .
وكلام أحمد وغيره من أئمة الإسلام كثير كثير ولهم دواوين ولله الحمد انتشرت في هذا العصر وأخرجتها المطابع وتزخر بها المكتبات فارجعوا إليها لتروا مواقف الأئمة الحازمة في رد هذا الشر وقمعه وبيان ضلال أهله وتحذير الأمة من شرهم ومن ضلالهم ، ومع الأسف الشديد مع كل هذا تكاد الأمة تجمع على بطلان هذا المنهج وفساد علم الكلام ، وعلى مر الأيام وتتابع الأزمان أصبح أصل الإسلام هذه الفلسفة اليونانية الضالة الجاهلة أصبحت أصل الإسلام وأصبحت هي التوحيد مع الأسف الشديد .
وما الذي حمل هؤلاء أن يبلغوا بهذا العلم الجاهلي إلى أن يسمى أصل الدين ؟ إنما هو التعصب الأعمى والهوى الجامح الذي تحكم بعقول هؤلاء الذين ابتعدوا عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهم القضايا الإسلامية التي دار عليها نصوص كثيرة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينتها ووضحتها غاية البيان ، مع كل ذلك يجترؤن تعصبا وبغيا على أهل السنة والجماعة وعلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمنعون في تدريسه وتقريره في جامعات ومساجد ومدارس ويسمى مراغمة للحق وأهله : التوحيد ... وأصل الإيمان ... وأصل الإسلام ... مع الأسف الشديد .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يبصر هؤلاء ويقودهم بنواصيهم إلى الحق والخير وإلى العودة الجادة إلى كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
ويأتي بعد بدعة الخوارج والروافض والكلام أخطر من هذه الأدواء ذلك الداء الذي استشرى في الأمة الإسلامية وسيطر على عقولها ردحاً من الزمن شعوباً وحكاماً ، ذلك الداء العضال المسمى بـ "التصوف" الذي اكتسح عقول الفقهاء وكثير من المحدثين وجر الأمة الإسلامية إلى متاهات ـ والعياذ بالله ـ جرها إلى الضلال في العقائد في ذات الله ، في أسمائه ، في صفاته في عبادته وانتشرت القبور وعبادتها وشد الرحال إليها والطواف بها وإلى آخره من البلايا والدواهي التى نزلت بالمسلمين وعقولهم وعقائدهم وللأئمة فحول العلماء كابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر والسخاوي والبقاعي وغيرهم ، مؤلفات وكلام يدمغ هذه الطائفة بل غلاتها ، يدمغهم بالضلال والانحراف .
وما الذي حملهم على هذا ؟ إنما هو ذلكم الداء العضال الذي فتك بالأئمة الإسلامية من فجر تاريخها ألا وهو داء الهوى وداء التعصب ، ويسرى هذا الداء إلى ميدان العبادة وإلى الفقه الإسلامي فتجد الأمة قد تفرقت فرقا وتمزقت تمزقا وتعصب كل فريق لمذهب معين ولاتجاه معين مع الأسف الشديد ، مع أن نصوص الكتاب والسنة تدعو إلى وحدة الأمة وإلى التفافها حول كتاب ربها وسنة نبيها ، فكم آية حثت على اتباع الصراط المستقيم وعلى الاعتصام بحبل الله وعلى طاعة الرسول وحذرت من مخالفة أوامر الرسول )فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ( ([40]). آيات كثيرة تأتي تحث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على اتباع ما أوحي اليه ، وتحث الأمة على اتباع هذا الكتاب وأن لا يتخذوا من دون الله أولياء ، ولقد لاحظ ابن عباس شيئاً من التعصب لأعظم الخلفاء أبى بكر وعمر فقال لهم : "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول : قال رسول الله وتقولون : قال أبو بكر وعمر"
قال الإمام أحمد مفسرا قوله تعالى : )فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ( قال : أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة : الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ([41]) والعياذ بالله.
وقال رحمه الله أيضا : إنى لأعجب لقوم يعرفون الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان ، وكلام الأئمة فيه كثير .
تحذير الأئمة من التعصب
وحذر من التمذهب والتعصب الأئمة الأربعة أنفسهم رضوان الله عليهم وكلامهم مدون في سجلات الإسلام ودواوينه لله الحمد ، ما عفا عليه الغبار وما نسج عليه العنكبوت ، إنما هو باق حجة دامغة لمن يتعصبون للأئمة وقد حذروا أشد التحذير من التعصب ، هذا التعصب الذي أدى بكثير منهم إلى رد النصوص الصريحة الواضحة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
مفاسد التعصب
نصوص كثيرة ردت وهي في غاية الوضوح ... من أجل ماذا ؟ وما الذي حملهم على ردها أو تأويلها أو تحريفها ؟ إنما هو ذلكم الداء المقيت داء التعصب والعصبية العمياء ، والعياذ بالله وقد ذكر بعض العلماء ومنهم ابن القيم المفاسد التي تردى فيها المتعصبون للمذاهب فقال منها :
أولا : مخالفة النصوص الثابتة من الكتاب والسنة تعصبا للمذاهب ، وتقديم الرأي المحض أحيانا عليها .
ثانيا : كثرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة والاحتجاج بها واستنباط الأحكام منها، حملهم التعصب وبعضهم يكذب ويفتري نصرة لمذهبه ، وكتب مصطلح الحديث فيها أمثلة من هذه النماذج لهؤلاء المتعصبين .
ثالثا : تقديم أقوال العلماء المتأخرين على أقوال الأئمة المتقدمين ، وقد أنحى أبو شامة في كتابه المؤمل باللائمة على أهل مذهبه الشافعية ، قال : إن الشافعية الأولين كانوا يتعصبون لأقوال أئمتهم لكن يأخذون من قول المزني وقول غيره وقد يردون أقوال بعض الصحابة وبعض التابعين ثم جاء المتأخرون فردوا كلام المزني وغيره وتعلقوا بكلام الغزالي وأمثاله وأنحى عليهم باللائمة في الكتاب وبين ما تردت إليه أوضاعهم وأحوالهم التي جرهم إليها التعصب الأعمى، والعياذ بالله.
رابعا : الانحباس في مذهب واحد وعدم الاستفادة من علم المذاهب الأخرى وجهود رجالها وكتبها تعصبا لمذهب معين .
خامسا : خلو كثير من الكتب المذهبية من الأدلة الشرعية ، ورغبة كثير عن دراسة الكتاب والسنة الى هذه الكتب .
سادسا : شيوع التقليد والجمود وإقفال باب الاجتهاد .
وقد اختلفت دعوى إقفال باب الاجتهاد متى كان هذا الإقفال ؟
فمنهم من يقول على رأس المائتين أغلق باب الاجتهاد ، ومنهم من يقول على رأس الأربعمائة ، ومنهم من يقول أغلق باب الاجتهاد على أحمد بن حنبل ، إلى آخر الأقوال القائمة على الجهل والهوى والتي دفع إليها التعصب الأعمى ، وإلا فكتاب الله هذا الكتاب الخالد كيف يقصر فهمه على أناس معينين وتقصر فائدته إلى أمد قصير ؟ ثم تعطل العقول ويضرب الله عليها الأقفال حتى لا يفهم الناس شيئا من دين الله تبارك وتعالى .
هذه دعوى إغلاق باب الاجتهاد مآلها أن حطم العقل الإسلامي ووقف سير المد الإسلامي في الفتوحات وفي العلوم الإسلامية نفسها وجنى على الأمة الإسلامية جناية خطيرة مما جعلها في مؤخرة الأمم .
إن أعداء الإسلام قد سخروا هذا الطاقات العقلية في مصالحهم فاخترعوا من المخترعات ما تعرفونه وما هو موجود الآن بين أيدينا ، فمنها السيارات ومنها الصواريخ ومنها آلات الزراعة وآلات الصناعة وآلات الحرب وأشياء لا حد لها، كيف يمنح الله أعداء الإسلام من يهود ونصارى وشيوعيين هذه العقول الجبارة فتخترع هذه الاختراعات المذهلة ثم يغلق الله على قلوبنا ويجعل عليها أقفالاً فلا نفهم كتاب الله ولا نفهم سنة رسول الله ولا نفهم شيئاً من أمور الحياة ؟ .
إنها لجناية كبيرة على الأمة الإسلامية سببت من الآثار الخطيرة المدمرة في حياة المسلمين ما يعيشونه الآن من تخلف فكري وعقلي في ميادين الدين والدنيا، نسأل الله تبارك وتعالى أن ينجد المسلمين ، وأن يغيثهم من هذه الكبوة وهذه الهوة التي وقعوا فيها ، وأن يهيئ لهم دعاة مخلصين لينقذوهم من هذا البلاء المدمر الذي ما هو إلا ثمرة من ثمار التعصب الأعمى والجمود أدى بهم إلى أشياء مضحكة كأن يتمسك الإنسان بجملة من النص ويحتج بها ويكون في الحديث جملة أخرى تدل على شيء يخالف مذهبه فيأخذ بما يوافق مذهبه من هذا النص المعين ويرد من هذا النص ما يخالف مذهبه .
سابعا : التشدد في بعض المسائل مما فيه عنت كبير على الناس ومما يجر عليهم وسوسة وما شابه ... تجدون ذلك في النية مثلاً.
حتى إنك لتقف في كثير من المساجد فلا تهنأ بالصلاة ولا تستحضر عظمة الله ولا تستطيع الخشوع فيها لأن بجانبك من يوسوس "الله أكبر ... الله أكبر ـ يزيد التكبير عشرات المرات ـ نويت نويت نويت" فهذه المذهبية والتعصب العقائدي والتعصب المذهبي ولهم ردود ومؤلفات كثيرة وممن تكلم عن هذا البلاء الخطير وعما انحدر عليه المتعصبون للمذاهب الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى ) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون ( ([42]).
قال عند تفسير هذه الآية عن أحد شيوخه المحققين "قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله في بعض المسائل وكانت مذاهبهم بخلاف تلك الآيات .. فلم يلتفتوا إلهيا وبقوا ينظرون إلي كالمتعجب ، يعنى كيف يمكن العمل بظاهر هذه الآيات مع أن الرواية عن سلفنا وردت بخلافها ([43]).
هذه من أئمة الشافعية يشهد على أناس من أهل المذاهب أنهم يردون آيات قرآنية وإذا احتج الإنسان بالآيات يبهتون ويقفون مشدوهين كيف يمكن العمل بهذه الآيات وهي تخالف مذهبنا ؟ فهذا الرازي منتم لمذهب الشافعي لكن لا ينحدر به التعصب الأعمى إلى المنحدر الذي يهوى إليه كثير من المتعصبين . كذلك أبو شامة والنووي وابن حجر يعالجون بعض هذه القضايا .
أما ابن القيم رحمه الله وغيره فقد كتبوا في ذلك المؤلفات ، وما كتاب (إعلام الموقعين) للإمام ابن القيم ـ في أربعة مجلدات ـ إلا علاج لهذا البلاء الخطير ، بلاء التعصب الأعمى والتقليد الأعمى .
قال الفخر الرازي : (ولو تأملت حق التأمل لوجدت هذا الداء ساريا في عروق الأكثر من أهل الدنيا داء التعصب للمذاهب وللرأي وللفكر وللسياسة وللحزب سار في أكثر الناس ـ وكيف لو رأى وعايش وعاصر هذا الوقت ورأى فيه العجائب مما هو أدهى وأمر مما كان حاصلاً في عهده ؟
وقال بعد ذلك : ليس المراد من الآيات أنهم اعتقدوا فيهم أنهم آلهة العالم ، بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم ، ثم ذكر أوجهاً ثلاثة أخرى وقال : وكل هذه الوجوه الأربعة مشاهد وواقع في هذه الأمة) ([44]). أهـ .
وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لعدي بن حاتم حينما دخل عليه وهو يتلو : )اتخذوا أحبارهم ورهبانهم ….( الآية فقال يا رسول الله : (لسنا نعبدهم ، قال : أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ؟ قال : بلى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فتلك عبادتهم ([45]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى قوله تعالى : )اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله( وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين :
الأول : أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على هذا التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهو كفر ، وقد جعله الله ورسوله شركاً ، وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم فكان من أتبع غيره في خلاف الدين ، مع علمه أنه خلاف للدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله ، مشركا مثل هؤلاء .
الثاني : أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتاً . لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب ، كما قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إنما الطاعة في المعروف) ([46]).
ثم ذلك المحرم للحلال والمحلل للحرام إن كان مجتهداً قصده اتباع الرسل لكن خفي عليه الحق في نفس الأمر وقد اتقى الله ما استطاع فهذا لا يؤاخذه الله بخطئه بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه .
ولكن من علم أن هذا أخطأ فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ثم اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا له نصيب من هذا الشرك الذي ذمه الله ، لاسيما إن اتبع في ذلك هواه ونصره باليد واللسان ، مع علمه أنه مخالف للرسول صلى الله عليه وسم فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه .
ولهذا اتفق العلماء على أنه إذا عرف الحق لا يجوز له تقليد أحد في خلافه ، وإنما تنازعوا في جواز التقليد للقادر على الاستدلال وإن كان عاجزاً عن إظهار الحق الذي يعلمه فهذا يكون كمن عرف أن دين الإسلام حق وهو بين النصارى فإذا فعل ما يقدر عليه من الحق لا يؤاخذ بما عجز عنه وهؤلاء كالنجاشي وغيره.
وأما من قلد شخصاً دون نظيره بمجرد هواه ، ونصره بيده ولسانه من غير علم أن معه الحق فهذا من أهل الجاهلية ، وإن كان متبوعه مصيباً لم يكن عمله صالحاً ، وإن كان متبوعه مخطئاً كان آثماً . أهـ .
يعنى حتى لو كان متبوعه على الحق وهو تابعه بغير حجة ولا برهان فقط لأنه فلان . هذا آثم وإن كان متبوعه على الحق فيجب أن يتجرد الإنسان لله ويبحث عن الحق ويتبع أهله وينصر هذا الحق وينصر أهله ، هذا هو المطلوب من المؤمن .
وقد شاع التفرق والتحزب في هذا العصر المليء بالفتن والمكتظ بالكوارث وهو أمر خطير على الأمة في دينها ودنياها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
"وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى : )وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ( ([47]). وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكيز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا ولياً ومن خالفهم عدواً بغيضاً . بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله ، فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره وإن كان ظالما لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه ، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ([48]).
وهذا يكاد ينعدم الآن في الجماعات الإسلامية ينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً على المنهج والطريق الجاهلي مع الأسف الشديد ! وهذا أمر معروف لاشك ، ولكن علينا أن نتوب إلى الله تبارك وتعالى ونرجع إلى هذا الحق الذي ربانا عليه رسول الله ، والذي يريده الله تباك وتعالى لنا أن نكون محبين للحق مناصرين له ، ثم قال بعد ذلك : فإن وقع بين معلم ومعلم وتلميذ وتلميذ ومعلم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق ، فلا يعاونه بجهل ولا بهوى بل ينظر في الأمر فإذا تبين له الحق أعان المحق منهما على المبطل سواء كان المحق من أصحابه أو أصحاب غيره ، وسواء كان المبطل من أصحابه أو أصحاب غيره ، فيكون المقصود عبادة الله وحده وطاعة رسوله واتباع الحق قال تعالى : )يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا( ([49]). يقال : لوى يلوي لسانه فيخبر بالكذب ، والإعراض أن يكتم الحق فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، ومن مال مع صاحبه سواء كان الحق له أو عليه فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج عن حكم الله ورسوله .
والواجب على جميعهم أن يكونوا يداً واحدة مع المحق على المبطل فيكون المعظم عندهم من عظمه الله ورسوله ، ويكون المقدم عندهم من قدمه الله ورسوله ، والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله ، والمهان عندهم من أهانه الله ورسوله ، بحسب ما يرضى الله ورسوله لا بحسب الأهواء ، فإنه من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه .
فهذا هو الأصل الذي عليه الاعتماد وحينئذ فلا حاجة إلى تفرقهم وتشيعهم ، قال تعالى : )إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء( ([50]). وقال تعالى : )ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ( ([51]).أهـ كلام ابن تيمية رحمه الله ([52]).
فيجب على كل مسلم أن يفتش نفسه فقد يميل إنسان إلى صاحب الحق لهوى ، فقبل أن يتبين له الحق يتمنى أن يكون فلان هو المنتصر بالحجة أو غيرها فتميل نفسه لأنه فلان ، ولو كان على الحق لا يجوز أن يوجد هذا الميل، فيقول: إذا وجد هذا الميل ولو مع صاحب الحق يكون من حكم الجاهلية ، وهذا أمر لا يخطر بالبال عند كثير من الناس .
فيجب على المسلم أن يراقب الله في القضايا المختلف فيها ، وأن يكون قصده فقط معرفة الحق سواء مع هذا أو مع ذاك .
ومن هنا يقول الشافعي : "إذا دخلت في مناظرة لا أبالي إذا كان الحق مع صاحبي أو معي" فلا يبالي ولا يتمنى أن يكون الحق معه بل يتمنى أن يكون مع صاحبه وأن تكون النصرة له ، هذا هو الخلق العالي وهذا هو الدين المستقيم .
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هذه النوعيات المنصفة الباحثة عن الحق، البعيدة عن الهوى وعن أساليب الجاهلية .
فالذي يلزمنا معشر الإخوة أن نفتش أنفسنا فمن وجد في نفسه شيئا من هذا المرض فعليه أن يتدارك نفسه ويقبل على العلاج الناجع ويبحث دائما على الحق لينجو بنفسه من وهدة التعصب الأعمى الذي قد يؤدي إلى الشرك بالله تبارك وتعالى أو يؤدي إلى الضلال الخطير .
هذه لمحات موجزة عن التعصب وما أدى ويؤدي إليه من نتائج وخيمة كفى الله الأمة الإسلامية شرها ووفقها للعودة إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ومنهج سلفها الصالح ، وأخذ بناصيتها إلى كل خير ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق