قال سفيان بن عيينة : كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ،ومن أصلح ما بينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس،ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه)
إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعاً لآثار من مضى قبله......
Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

سيرة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه






هو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم تربى عند الرسول صلى الله عليه وسلم لأن أبا طالب كان فقيراً
فضمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته ورباه رضي الله عنه، فتربى في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه من فضائله أيضاً، وهو أول من أسلم من الصبيان علي بن أبي طالب، وأول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصديق، وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من أسلم من النساء خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، الحاصل أن علي رضي الله عنه هو أول من أسلم من الصبيان تربى في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عن الجميع، ومن فضائله أنه رابع الخلفاء الراشدين، ومن فضائله أنه من الشجعان المجاهدين في سبيل الله، شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه عند أهله في المدينة، وإلا فقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان فاتكاً شجاعاً فارساً قوياً له مواقف في المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفة، هو أيضاً الذي قتل بالمبارزة بارز المشركين مع حمزة ومع أبي عبيدة في بدر، بارزوا جماعة من فرسان المشركين فنصرهم الله عليهم، وهو الذي في غزوة خيبر لما طال الحصار على المسلمين شق عليهم الحصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأعطينا الراية غدا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه" بشارات عظيمة، تطلع الصحابة رضي الله عنهم كل يريد هذه البشارة أيهم يحصل عليها، أمسوا ليلتهم يدكون، أيهم يعطى الراية غدا، ليحصل على هذه الفضائل العظيمة، قال عمر رضي الله عنه: ما تطلعت للإمارة إلا في هذه الليلة، يريد بذلك أن يحصل على هذه البشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى هذه الأوصاف العظيمة، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبكرين، كلهم يرجوا أن يعطى  الراية، فقال صلى الله عليه وسلم: "أين علي بن أبي طالب"، قالوا يا رسول الله: إنه يشتكي عينيه أصابوه الرمد، فدعا به وجيء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فبصق في عينيه من ريقه الطاهر الطيب الكريم، فبرأت عينيه كألم يكون به وجع، وهذا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أعطاه الراية وقال: "أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم أدعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوا الله لأن يهدي الله بك رجل واحداً خير لك من حمر النعم"، فمضى علي رضي الله عنه بالمسلمين يحمل الراية وحاصر حصن اليهود في خيبر وفتح الله على يديه وانتصر المسلمون على اليهود وسقطت خيبر بيدي المسلمين، وكان ذلك على يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهذا من أعظم فضائله وبشارة النبي صلى الله عليه وسلم له.
أما نهايته رضي الله عنه فهو أن الخوارج الذي قتل آباءهم وإخوانهم في النهروان أرادوا الثأر منه، فتأمروا على قتل الثلاثة علي، ومعاوية، وعمر بن العاص أن يقتلوهم في صلاة الفجر، وندبوا لكل واحد منهم واحداً من الخوارج، فأما علي رضي الله عنه فنفذ فيه قضاء الله وقدره قتله الخارجي عبدالرحمن بن ملجم قتلوه وهو ينادي للصلاة ويقيض النيام لصلاة الفجر تخبأ له وضرب له على رأسه رضي الله عنه، عند ذلك أصيب رضي الله عنه بجراح عظيمة على آثرها توفي شهيداً بأيدي الخوارج، هم كانوا معه في الأول ثم خرجوا عليه، ثم قتلوه، وأما الذي ذهب إلى معاوية فإنه طعنه في موضع غير مقتل ونجا منه معاوية وأبرآه الله من الجراحة، وأما عمر بن العاص رضي الله عنه أنهم لما يصادف حضر هذه الليلة وكان خلفه خارجه يصلي بالمسلمين فصلى بهم فتله الخارجي بصلاة الفجر قتل خارجه وهو يصلي بالمسلمين، هذه قصة نهاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب واستشهاده في سبيل الله عز وجل راضيا مرضيا وفيا لدينه ولأمته رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فهاتان الخليفتان عثمان وعلي كل منهم قتل هذا بيد الشيعة على يد هؤلاء الخوارج الذين حاصروا بيته قتلوه، يعني بأمر من الشيعي عبدالله بن سبأ وهو يهودي تظاهر بالإسلام وهو يهودي، التشيع دسيسة يهودية، ودسيسة مجوسية أيضاً، لأن الشيعة يتقسمون إلى قسمين إلى شيعة من قبل اليهود وشيعة من قبل المجوس كلهم يريدون الحقد على الإسلام والمسلمين والقضاء على الإسلام؛ ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، فالله ناصر دينه إلى أن تقوم الساعة مهما حاول هؤلاء، والإسلام ينتشر ويزيد ويدخل الناس فيه أفواجا، رغم محاولة اليهود والنصارى والمجوس وسائر الكفرة، الإسلام ولله الحمد يأخذ طريقه إلى القلوب، ولا يزال يدخل فيه الأعداد الكبيرة الذين يسلمون لا طمعاً في مال ولا طمعا رئاسة، وإنما يسلمون اختيارا لأن الإسلام يأخذ قلوبهم فيرغبون فيه عن رغبة وعن طواعيا، ومحبة لله ولرسوله، فالحمد هذا الدين بخير ولو كاد له المشركون، هؤلاء الخلفاء الثلاثة كلهم قتلوا عمر بن الخطاب على يد المجوس، وعثمان على يد الخوارج، وعلي أيضا على يد الخوارج، كلهم وإن قتلوا هؤلاء فإن الإسلام لم ينقتل، الإسلام باقي ولله الحمد، وهذا شيء أراده الله لهؤلاء الكرامة الشهادة، ولحقوا بربهم والحمد لله على منه وفضله، هم لم ينقطع ذكرهم والدعاء لهم والترضي عنهم إلى يوم القيامة، لأنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاء الذي أوصى بسنتهم والاقتداء بهم، فذكرهم باقي، والدعاء لهم باقي، والترضي عنهم باقي إلى أن تقوم الساعة كلما ذكروا، والحمد لله رب العالمين، نسأل الله جل وعلا أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يخذل أعداءه، وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأهله وأصحابه أجمعين.                

ليست هناك تعليقات: